في ذكرى رحيل القائد العربي الفلسطيني جورج حبش
“لن تسكت البنادق”
فيلم من إنتاج الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
الخطاب التاريخي للحكيم في جامعة بيروت العربية بتاريخ 17 كانون الاول عام 1973
خطاب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في جامعة بيروت العربية، الذي القاه بتاريخ ١٧ كانون أول ١٩٧٣، والذي تم من خلاله توضيح موقف الجبهة حول مؤتمر جنيف الدولي لتسوية قضية الشرق الأوسط.
في ظل الظروف الدولية التي اعقبت حرب تشرين التي خاضها، في شهر تشرين الأول عام ١٩٧٣، كل من الجيشين العربي المصري و العربي السوري من جهة والكيان الصهيوني من جهةٍ أخرى، في سياق مشهد دولي كاد ينفجر بأزمة حقيقية بين القطبين العالميين الاتحاد السوفيتي و حلفاه من جهة و الوليات المتحدة الامريكة و حلفاها من جهة اخرى, اتخذ الرئيس المريكي نيكسون مبادرة لتقريب المواقف بين الطرفين في محاولة لانتزاع فتيل الازمة, فتم طرح مشروع قرار مشترك على مجلس الامن الدولي و تمت الموافقة على مشروع القرار بتالريح 22 /11/1973 و يحمل الرقم 338 و الذ ينص على: وقف اطلاق النار وتطبيق قرار مجلس الأمن ٢٤٢ الصادر بعام ١٩٦٧ والذي كان ينص على( حل شامل و عادل لصراع العربي-الصهيوني), والبدء في مفاوضات بين الأطراف المتنازعة.
وفي هذا المشهد قام كل من الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة بطرح مؤتمر دولي في جنيف لحل الصراع العربي-الصهيوني، على اسس و ثوابت لم تأخذ بعين الاعتبار طموحات الشعب الفلسطيني، وبشكل خاص حقه في العودة وتقرير المصير، معتبرين القضية الفلسطينية مجرّد قضية لاجئين وليس قضية شعب, كما جاء في القرار 242.
في حينه لم تدعى منظمة التحرير الفلسطينية إلى المؤتمر، وذلك بناء على فيتو فرضه الكيان الصهيوني، فكانت هذه إحدى المحاولات الصهيونية لمحو الوجود الفلسطيني و التنكر لحقوقه ، فكان الكيان الصهيوني يعتبر صراعه على أنه صراع فقط مع الدول العربية مثل مصر، سوريا، لبنان والأردن. وافقت القيادة المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية على هذا القرار في حينه رغم سعيها الشديد لكي تجد لها مقعد في المؤتمر ولكن تعنت (اسرائيل) و الولايات المتخدة و فشل الدول العربية و خاصة مصر بدعوة قيادة م.ت.ف, قام الاتحاد السفوفيتي و الدول العربية بتقديم وعد لقيادة م.ت.ف بأن يتم دعوتها في المرحلة الثانية من المؤتمر.
تم عقد الجلسة الأولى والوحيدة لمؤتمر جنيف بتاريخ ٢١ كانون أول ١٩٧٣، وتم من خلالها تكريس الهدنة من جهة و مواصلة المفاوضات الثنائية بين مصر و الكيان الصهيوني التي استمرت حتى تم التوصل إلى اتفاقيات كامب ديفيد.
كانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أول من قام بكشف الأهداف الحقيقية لحرب تشرين و اعتبرتها حرب تحريرك و ليست حرب تحرير, لتحريك الوضع الساسي القائم و خلق الظروف المؤاتية لبدء عملية التسوية و كان من اهداف المؤتمر “تطبيع العلاقات السياسية والدبلوماسية بين البلدان العربية والكيان الصهيوني، وتصفية حقوق الفلسطينيين التي كانت تعتبر أنذاك من قبل الكيان الصهيوني مجرد إشكالية ذات طابع إداري”.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بنت موقفها في رفضها لعملية التسوية و امكانية الاعتراف بالكيان الصهيوني على تحليل عميق لطبيعة المشروع الصهيوني في فلسطين و المنطقة العربية على اساس انه مشروع استطياني استعماري يرفض الاعتراف بالحقوق المشروعة لشعب الفلسطيني في ظل موازين القوة القائمة على الساحة،و التي تميل بشكل كبير لصالح الكيان الصهيوني وعلى قناعتها بأنه في حال خوض مفاوضات مع عدو أكثر قوة، يتمتع بحماية القوى العالمية، سيقع النضال الفلسطيني في مأزق وسيستحيل عليه التوصل إلى حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
بعد 20 عاما من ذلك التاريخ و في ظل ظروف اصعب و موازين قوى مختلة اكثر لصالح الكيان الصهيوني تم عقد مؤتمر مدريد و من ثم توقيع اتفاقيات اسلو المشؤمة, و بعد 42 عاما من تاريخ خطاب الحكيم جورج حبش الرافض لما سمية بالتسوية في حينه و مشروع سلام فيما بعد و الذي افضي الى تنسيق امني بين سلطة فلسطينية تحت الاحتلال و محتل يزداد فاشية و عنصرية كل يوم. و اصبحت دولة الكيان اليوم دولة صديقة لغالبية الدول العربية, بل حليف استراتيجي لبعضها.
رحمة لروح الحكيم جورج حبش و لنا استمرار النضال على نهجه.